- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (007)سورة الأعراف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الإخوة الكرام، مع الدرس التاسع من دروس سورة الأعراف، ومع الآية الثامنة عشرة، وهي قوله تعالى :
﴿ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ(18) ﴾
وقبلها :
﴿ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ(15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ(16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ(17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ(18) ﴾
خطة الشيطان :
1 – إن ربك لبالمرصاد :
أيها الإخوة، بلغ الغرور للشيطان أنه رسم خطة، وظن أن هذه الخطة تُحقق، وهذا يذكرنا بقوله:
﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) ﴾
أي أن الذين كفروا حسبوا أن يفعلوا شيئاً ما أراده الله؟ أو أن يتفلتوا من عقاب الله .
أيها الإخوة، لمجرد أن تتوهم أنك تستطيع أن تفعل ما تشاء فأنت لا تملك من الإيمان شيئاً، إبليس توهم أنه سيرسم خطة ينتقم بها من آدم الذي أبى أن يسجد له، وصار من الصاغرين، ينبغي أن ينتقم منه ومن ذريته إلى يوم القيامة، فلذلك قال الله له :
﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا﴾
2 – إياكم وانهيار الإنسان الداخلي :
وقد لا ننتبه إلى انهيار الإنسان من داخله، لأن فطرة الإنسان متطابقة مع الشرع تماماً، فإذا بنى مجده على أنقاض الآخرين يختل توازنه، وتنهار نفسه، ويحتقر ذاته، وقد يكون عند الناس عظيماً، لكن الأعمال السيئة تُدرك بالفطرة، والفطرة تعذب صاحبها، فهؤلاء الذين اصطلحوا مع فِطَرهم، واصطلحوا مع ربهم يتمتعون بمعنويات عالية جداً، لأنهم انتصروا على أنفسهم، لكن هؤلاء الذين بنوا مجدهم على أنقاض الآخرين، وبنوا حياتهم على موتهم، وأمنهم على خوفهم، هؤلاء سقطوا من الداخل، هذا اسمه انهيار داخلي، أو اختلال توازن داخلي، أو احتقار الذات، قد يكون عند الناس عظيماً مُبجّلاً محترماً، لكنه في الحقيقة يحتقر ذاته .
قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا
أيها الإخوة ﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا﴾
الاحترام والسمعة الطيبة من صفات المسلم :
يقابل هذا المعنى أن النبي عليه الصلاة والسلام من أسمائه محمود، أي محمود عند الله، ومحمود عند الناس، ومحمود بين أهله، ومحمود عند نفسه.
احترام المرء لذاته لا يقدر بثمن، أن تكون مستقيماً، وصادقاً، ووفياً، ومنصفاً، وعزيز النفس، ولو كنت في المرتبة الدنيا من المجتمع، ولو كنت مستخدَماً، الذي يطيع الله عز وجل يشعر بعزة.
يُروى أن سيدنا الحسن مشى مشية فيها زُهو، فقيل له: يا ابن رسول الله، ما هذا ؟
المؤمن عزيز، فإبليس لأنه كاد لآدم ولبنيه من بعده، وقرر أن يغويهم أجمعين انتقاماً من آدم الذي لا علاقة له بصَغاره، هو أبى أن يسجد، فكان عند الله من الصاغرين، أراد أن ينتقم من آدم ومن ذريته أجمعين فقال: ﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾
تمهيد للآية :
1 – بين العقل والذكاء :
أيها الإخوة، هذا يقودنا إلى موضوع دقيق، هو أن الإنسان عنده ذكاء، وعنده عقل، والعقل شيء، والذكاء شيء آخر، وقد يظن الناس أنهما شيء واحد، لأنه قيل: ما كل ذكي بعاقل، فقد تملك دماغاً بمستوى عالٍ جداً، وهذا المستوى يُقاس الآن في علم النفس بعلامات، معظم الناس يحتلون درجة مئة، والعباقرة 140، والأغبياء في الثمانين، يعني الحد الوسط مئة، هناك عباقرة، هناك قادة، هناك نجوم، هناك متفوقون، هؤلاء ذكاؤهم بأعلى مستوى، لكن ما كل ذكيٍّ بعاقلٍ، قد تتقن عملاً، قد تبرع في كشف شيء، قد تخترع شيئاً، قد تملك ذاكرة قوية جداً، قد تملك ملاحظة دقيقة جداً، قد تملك قوة محاكمة كبيرة جداً، لكن لأنك لم تعرف ربك، ولم تعرف سر وجودك، ولم تعرف غاية وجودك، ولم تستقم على أمر ربك، ولم تتقرب إليه، ولم تضع الآخرة نصب عينيك، ولم تعمل للجنة، فأنت لست عاقلاً، الإنسان يكون عاقلاً إذا عرف سر وجوده، وغاية وجوده، يكون عاقلاً إذا عرف ربه .
2 – ذكاءٌ إبليسيٌّ :
فإبليس في أكثر الكتب تشهد له بالذكاء، بمعنى أنه بارع جداً في إضلال البشر، هذا الذي يخترع سلاحاً فتاكاً، وليكن سلاحاً جرثومياً، أو سلاحاً كيماوياً، وآثار السلاح مخيفة، لا شك أنه ذكي جداً، لكنه ليس عاقلاً، لأنه كان أداة لهدم المجتمعات، وإنزال المصائب ببني البشر، هذه كلمة دقيقة: ما كل ذكي بعاقل، العاقل من عرف الله .
3 – إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا
أيها الإخوة ﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا﴾
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)﴾
صحيح هو الشيطان يتمنى إغواء بني آدم، لكن الله طمأننا .
﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) ﴾
اطمئنوا .
﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) ﴾
الشيطان ليس له علينا سلطان، والشيطان ليس له على عباد الله سلطان، والشيطان يحترق بكلمة واحدة قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ(201) ﴾
تملك أن تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ينتهي دور الشيطان، لذلك قال الله تعالى:
أيها الإخوة، لكن حينما قال :
﴿ فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) ﴾
4 – إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ
الشيطان كيده ضعيف، والمرأة كيدها عظيم، لأنك بحاجة إليها، ولأن جزء من كيانك متعلق بها، لذلك تعرف كيف تُضعف من تعلق بها، ولا يكون المؤمن مؤمناً إلا إذا كان حراً من كل الشهوات، لا أقول: لا يقبل عليها بالحلال، لا، ليس هذا هو المعنى، لكن :
(( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ ))
تعس عبد الفرج، وبالمقابل سعد عبد الله، عبد الله حر، يتزوج، ويُكرم بزوجة، تسره إن نظر إليها، وتطيعه إن أمرها، وتحفظه إن غاب عنها، ولكن ليس عبداً لها .
صحابية ضغطت على زوجها من أجل حاجة دنيوية، فقال زوجها الصحابي الجليل:
فلذلك: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾
وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ
ثم يقول الله عز وجل :
﴿ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(19) ﴾
1 – ما هي الجنة المقصودة في هذه الآية ؟
أية جنة هذه؟ هناك من يظن أنها جنة الآخرة، جنة الآخرة من خصائصها أن من دخلها لا يخرج منها، والدليل :
﴿ لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) ﴾
وجنة الآخرة تأتي بعد التكليف، لا قبل التكليف، وكلمة جنة يعني مكان محجوب عن الآخرين، منها المِجنّ .
﴿ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) ﴾
والمجن هو الترس، والجنة لا يطّلع من كان خارجها على ما فيها، فأي مكان جميل محاط بأسوار هو جنة، على كلٍ أكثر المفسرين على أن الجنة التي كان فيها آدم عليه السلام هي جنة في الأرض، والذي يتوهم أن البلاء كله من حواء التي أغرته بأكل التفاحة من الشجرة فاستحق هو وزوجته أن يخرجا هذا كلام مضحك، لأن الله عز وجل يقول :
﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) ﴾
أنت أيها الإنسان مخلوق في الأرض، وما كان آدم في الجنة إلا ليتلقى درساً بليغاً له ولذريته من بعده، الدرس البليغ :
﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) ﴾
درس بليغ، قد يكون في الأرض كذب، لأن الشيطان قاسمهما :
﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) ﴾
فكان كاذباً بهذا القسم، فدرس كبير أن الشيطان عدو للإنسان، ودرس آخر أن هناك شيء اسمه الكذب، وكذب الشيطان عليهما .
2 – الأرض موطن الامتحان :
على كلٍ أيها الإخوة، أريد أن أبين أن الله سبحانه وتعالى جاء بآدم إلى الأرض ليُمتحن فيها، ومعه أوامر ونواهٍ، افعل ولا تفعل.
مهمة الشيطان أن يوسوس لك، وأن يغريك بالذي أُمرت أن تفعله ألا تفعله، ومهمة الشيطان أن يوسوس لك، وأن يغريك بالذي نُهيت عن فعله أن تفعله، هذه بشكل دقيق وموجز مهمة الشيطان أن يبعدك عن طاعة الله، وأن يقربك من معصية الله، أن يغريك بالدنيا، وأن يزهّدك بالآخرة، أن تسير بعكس منهج الله، أن تتفلت من منظومة القيم التي أرادها الله لك، وقد يقول بعضهم ما معنى قوله:
﴿ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ(30) ﴾
أحيانا يدعو إنسان مئة شخص، ويهيئ مكاناً لتسعين، متوقعاً أن البعض لا يأتي، لو أنهم جاؤوا جميعاً، وفاجؤوه لم يكن مستعداً .
لكن الله سبحانه وتعالى يطمئننا أن الجنة تتسع لكل الخلق، لو أنهم عرفوه، وأن النار تستوعب كل الخلق لو كفروا .
أمرٌ ونهي لآدم وحواء :
1 – الأمر : فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا
أيها الإخوة، الذي يلفت النظر، قال تعالى: ﴿فَكُلَا مِنْ﴾
2 – النهي : وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ
أما المحرم: ﴿وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾
وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ
الآن: ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ﴾
1 – هامش الأمان :
قد يُظَن أنه أُمِرا أن يأكلا من حيث شاءا، ولا يأكلا من هذه الشجرة ، الآية ليست كذلك:
﴿وَلَا تَقْرَبَا﴾
﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) ﴾
في الدنيا الزنا محرم، لكن مقدماته محرمة أيضاً، أن تتنزه في طرقات فيها غاديات ورائحات، كما أن الزنا محرم أسبابه محرمة، إطلاق البصر محرم، التنزه في الطرقات فيها ملاحظة شديدة، الحديث عن النساء، صحبة الأراذل، إطلاق البصر، عدم التفريق بين الأولاد في المضاجع، الاختلاط، أن تقرأ قصة ماجنة، أن تشاهد عملاً إباحياً، كل المقدمات التي تقود إلى الزنا محرمة، لأنه ما لا يكون الحرام إلا به فهو حرام، ما يُتوصَّل به إلى معصية فهو معصية، من هنا جاءت الآية دقيقة : ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى﴾
تماماً كما لو كتب وزير الكهرباء على بُعدٍ كافٍ من تيار التوتر العالي لوحة : " ممنوع الاقتراب"
2 – الشريف من يفرّ من أسباب المعصية :
﴿وَلَا تَقْرَبَا﴾
﴿وَلَا تَقْرَبَا﴾
﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) ﴾
لذلك: ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ﴾
﴿وَلَا تَقْرَبَا﴾
3 – وجوب الابتعاد عن الشبهات :
المؤمن يبتعد عن الشبهات .
(( الحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما مُشْتَبِهاتٌ ))
فمن ترك الشبهات فقد حصّن نفسه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام.
أيها الإخوة ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ﴾
﴿ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) ﴾
حتى في العقائد تجلس مع أناس عقائدهم زائغة، ولا تستطيع أن تقنعهم، ولا تملك الحجج القوية على ذلك، فزينوا لك الباطل، والانحراف، والتفلت، وإنكار الوجود الإلهي أنت إن لم تكن قوياً تستطيع أن تدحض افتراءاتهم ينبغي أن تبتعد عنهم، والمقياس في ذلك لعبة شد الحبل، إن جلست معهم ومعك من القوة النفسية، والحجة العقلية، والأدلة الشرعية ما تشدهم إليك اجلس معهم لا مانع، أما إذا كنت أضعف من أن تقنعهم بل أقنعوك، إذا كنت أضعف من أن تجرهم إليك فجروك إليهم، إذا كنت أضعف من أن تأتيهم بالأدلة فجاؤوك بأدلة مضادة، إذاً ولا تقربهم .
يعني المؤمن يحتاج إلى حمية، فقد يخاف على عقيدته من الشبهات، وقد يخاف على سلوكه من الشهوات، الشهوات لها مشكلة، والشبهات لها مشكلة، الشبهات عقدية والشهوات سلوكية .
﴿وَلَا تَقْرَبَا﴾
ثانياً: العقائد أخطر شيء في حياة الإنسان، فإن لم تكن متمكناً بأدلة عقلية ونصّيّة، وإن لم تملك قوة نفسية فابتعد إلى أن تقوى .
فلذلك كما قلت قبل قليل: لعبة شد الحبل ميزان في أن تلتقي مع الآخرين، أو أن لا تلتقي، إن شددتهم إليك فالتقِ معهم، وإن شدوك إليهم ابتعد عنهم .
ليست هذه الجنة بجنة الآخرة :
أيها الإخوة ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾
يعني للتقريب: إذا نظرت إلى تفاحة وصلتك لذتها، أنت في الدنيا تأكل تفاحة، تشتريها، تغسلها، تقشرها، تقطعها، تأكلها، تعضها أولاً، تمضغها قبل أن تبلع اللقمة يضغط اللسان على اللقمة إلى سقف الحلق، هناك أعصاب الذوق تشعر بطعمها، لكنها دخلت إلى جوفك أصبحت عبئًا عليك .
أحيانا يأكل الإنسان أكثر من حاجته، وهناك طعام غير جيد، لكن هذا تحليل ظني .
لكن في الجنة كيف أن شعلة الشمعة محيطة بالفتيل، في الجنة النفس محيطة بالجسد، يمكن أن تأكل مليون تفاحة، وأن تأكل مليون وليمة دون أن تحس بالتخمة، لأن النفس خارجية، والنفس اتصلت اتصالاً مباشراً مع هذه الأشياء الطيبة، فاستمتعت بها دون أن يكون هناك جهاز هضم، وهضم، وفضلات، وخروج، وبول، كل هذه المتاعب ليست في الجنة .
فالشيطان جاء دوره، وعندنا دليل آخر، إذا كانت هذه جنة الآخرة فكيف يكون الشيطان فيها؟ أيضاً مستحيل، جنة الآخرة تأتي بعد التكليف، جنة الآخرة من دخلها لا يخرج منها، أو لا يُخرج منها، جنة الآخرة ليس فيها مكان للشياطين .
﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ(20) ﴾
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ
1 – معنى الوسوسة :
أيها الإخوة، وسوس أي همس سراً، مزيناً أو مُغوياً، يعني الواحد لو فرضنا اقترب من شخص قريباً جداً، وشده إليه، وأمسكه من ذقنه، وأدار أذنه إلى فمه، وقال له: اجتهد، هذا كلام مضحك، الاجتهاد لا يحتاج إلى همس، قل هذه الكلمة بصوت مرتفع، لماذا الهمس؟ للمعصية، لاختلاس الأموال، لتلقي الأموال الباطلة، بالإشارات درج مفتوح فقط ، الشيء الحرام لا يتم علانية، يتم سراً ، هذا معنى وسوس، والوسوسة فعل ثانئي مضعف ،( وس وسَ )
وسوس يعني ألقى في أذنه همساً مغرياً إياه بالمعصية، لكن الوسوسة لا تكون إلا بالشر.
2 – بين إلهام الملَك ووسوسة الشيطان :
لذلك كمصطلح الملَك يُلهم، والشيطان يوسوس، يعني الحقيقة أنت مخير، وأحياناً تأخذ وضعاً سكونياً، يقال لك: تحرك، إما أن تستجيب للملَك فتأتي إلى المسجد، وإما أن تستجيب إلى الشيطان فتذهب إلى الملهى، تحرك فقط، ليس هناك إسلام سكوني، وكأن إلهام الملك ووسوسة الشيطان من أجل أن تتحرك .
يعني الطالب في الامتحان لا يكتب، يقول له المراقب: انتهينا، إما أن تكتب أو اخرج ، وضع صعب جداً، أصعب وضع أنه لا يكتب ولا يخرج، لا حرب، ولا سلم، هذا من أصعب الأوضاع .
﴿ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ (13) ﴾
فالشيطان وسوس، همس مغرياً إياه بالمعصية، والوسوسة بالشر، إذاً أمُّنا حواء لم تكن السبب في إخراجنا من الجنة لئلا تُتهم ظلماً، البشر في الأرض كلهم يتهمون أمنا حواء بأنها السبب، الآية: ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا﴾
3 – تبعات الوقوع في المعصية :
﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا﴾
الإنسان بين طبيعة الحياة الأرضية وطبيعة الحياة الأخروية :
يعني مثلاً: الإنسان في الجنة، لو فرضنا الأرض كلها جنة، شخص ابنه في أمريكا، خطر في باله ابنه، فاطّلع فرآه أين هو جالس، أما لما تكون النفس داخل الجسم يحتاج أن يأخذ الفيزا، وقد تستغرق شهراً أو شهرين، ويركب طائرة عشرين ساعة، وهناك وقفة في المطارات، أصبح جسمه هو الأصل، في الجنة النفس هي الأصل، قال :
﴿ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) ﴾
﴿ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ(55) ﴾
نظرة، بالجنة أنت كلك أعين، كلك آذان، كلك مشاعر، كلك أحاسيس، أنت بالجنة تأكل ما تشاء، وبأكبر كمية تشاء، دون أن يكون الأكل عبئاً عليك.
﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ﴾
﴿ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) ﴾
في الدنيا هناك جوع، ويريد الإنسان أن يأكل، إذاً: ينبغي أن يعمل، ينبغي أن يخرج من البيت الساعة الخامسة صباحاً، صار هناك عمل، صار هناك جهد، صار هناك مؤسسات، صار هناك شركات، صار هناك دوام، هناك تأخر، هناك عقاب، صار هناك عمل ثماني ساعات، من أجل أن تأكل، وأن تسكن في بيت، وأن تتزوج، أما نظام الجنة فنظام آخر، نظام :
﴿ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) ﴾
﴿ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) ﴾
نظام الجنة كل شيء بين يديك، بل أغرب من ذلك على الخاطر، كل شيء خطر في بالك تجده أمامك ﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ(6) ﴾
لا تستطيع أن تدخل لبيت، مفتاحه معك، وهناك زوجة في البيت، وعندك ولدان إلا بعد أربعين سنة من العمل، والدراسة، والتأسيس، واشترى بيتًا خمسين متراً، شمالياً، في القبو، وبعدها بدله ببيت سبعين متراً، وبعدها بدله ببيت في الطابق الثالث، وبعدها بدله ببيت باتجاه القبلة، يعني الحياة معقدة، لذلك في الدنيا الكدح، والجهد، والمجاهدة، والتكليف .
لما أكل سيدنا آدم من التفاحة انعكست المقاييس، كان الإنسان كما سيكون في الجنة، كان الإنسان في جنة الأرض كما سيكون في جنة الآخرة، فلما أكل التفاحة هو مخلوق للدنيا، لا خطأ أبداً، لكنه درس، أن الله علّم الإنسان أن الشيطان عدو لك ايها الإنسان .
لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا
أيها الإخوة، ليس في الجنة عورات، لأنه لا يوجد تلقي لخلاف منهج الله، وفي الدنيا هناك عورات، أساساً نظام الدنيا يختلف عن نظام الآخرة .
ذكاء الشيطان في الوسوسة :
دائماً هناك نقطة دقيقة ؛ أن الشيطان حينما يغوي بني آدم يغويه بذكاء، فقال الشيطان لما وسوس لهما ﴿لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنْ الْخَالِدِينَ﴾
وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ
﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ(21) ﴾
أقسم لهما أنكما إذا أردتما أن تخلدا في الجنة فكلا من هذه الشجرة
فإن كنت لا تسطيع دفع منيتي فدعني أبادرها بما ملكت يدي
ناصحك ﴿ إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ ﴾
﴿ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ(22) ﴾
فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ
1 – معنى : دلاّهُما :
يعني دليت الشيء؛ أنزلته، دلاّهما؛ أي أسقطهما في المعصية، يعني اسأل كل إنسان تورط في معصية، تأتيه موجة كآبة بعد المعصية لا يحتملها، لأن الإنسان حينما يعصي الله يحس بكآبة، بجفاء، ببعد .
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124) ﴾
﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ﴾
2 – بغرور :
بغرور: يعني مرة تلوَ المرة، إلى أن استجاب هذا الإنسان، وكل المعاصي والآثام تبدأ بالوسوسة، والإلحاح، والتزيين، والإغراء، والتحميس .
فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا
﴿فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا﴾
1 – ما هي السوءة ؟
﴿بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا﴾
2 ـ الأصل في المؤمن السترُ وفي الكافر التعرّي :
لذلك دائماً أهل الإيمان يدعون إلى مزيد من الستر، وأهل الكفران يدعون إلى التعري، التعري يرافق الفسقة والفجّار، والتستر يرافق المؤمنين الأطهار .
لما﴿بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا﴾
﴿وَطَفِقَا﴾
وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ
وجاء النداء الإلهي:
﴿وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾
الدرس الخالد والقاعدة المطّردة : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ
هذا هو الدرس الخالد للبشرية إلى يوم القيامة، أنت بين وسوسة الشيطان، وإلهام الملَك، الملَك يقول لك: لما أُمرت أن تفعله افعل، ولما نُهيت ألا تفعله لا تفعل، ويقول لك الشيطان: لما أُمرت أن تفعله لا تفعل، لا تصلِّ، لا تحضر الدرس، إنه كلام مُعاد، اجلس، اجلس، تابع المسلسل الفلاني، لما أُمرت أن تفعله يقول لك: لا تفعل، ولما نُهيت أن تفعله يقول لك: افعل، هذه مهمة الشيطان .
فالله عز وجل عاتبهما وقال: ﴿أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾
﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(23) ﴾
والحمد لله رب العالمين